دراسات إسلامية

رفع اليدين عند الركوع والرفع منه

 

مسائل من فقه (الأسود بن يزيد النخعي) تبرز منهجه الاجتهادي من خلال المقارنة بفقهاء الحجاز

المسألة الرابعة : رفع اليدين عند الركوع والرفع منه:

أولاً : الأقوال في المسألة:

  • قول الأسود :

ذهب الأسود إلى أن رفع اليدين مقصور على تكبيرة الإحرام ولا يرفع في غيرها من المواضع كالركوع والرفع منه.

ب – قول فقهاء الحجاز:

ذهب القاسم بن محمد ، وسالم بن عبد ابنه بن عمر ، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم من فقهاء المدينة من التابعين إلى أنه يستحب للمصلي أن يرفع يديه عند الركوع والرفع منه.

ثانياً : الأدلة:

  • أدلة قول الأسود :
  1.  فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : "ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" فصلى فلم يرفع يديه إلا في أول مرة.
  2. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود".
  3. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند التكبيرة الأولى في افتتاح الصلاة".
  4. وروي هذا القول عن عمر وعلي رضي الله عنهما.

أدلة القول الثاني:

  1. عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضاً.
  2.  وهو قول ابن عمر وابن عباس وجابر وأبي هريرة وابن الزبير وأبي سعيد وأبي الدرداء وأنس وأبي موسى رضي الله عنهم قال الحسن : "رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم إذا كبروا وإذا ركعوا وإذا رفعوا رؤوسهم من الركوع كأنها المراوح".

ثالثاً : المناقشة:

بالنظر في أدلة الفريقين أجد أن كلاً منهما يستند إلى النص . فالحجازيون يستندون إلى حديث ابن عمر، والأسود يستند إلى أحاديث ابن مسعود والبراء. كما أن الجميع يستندون إلى ما تعلموه من شيوخهم من فقهاء الصحابة . فكما وثق الأسود بحديث شيخه ابن مسعود ، وثق الحجازيون بحديث شيخهم ابن عمر فهل في هذا الخلاف بين الأسود والحجازيين أي دليل على اختلاف المنهج بينهما؟ بالتأكيد أن الجواب سيكون بالنفي فليس هناك اختلاف بينهما في المنهج حتى يوصف الأسود بأنه فقيه الرأي بينما يوصف فقهاء المدينة والحجاز بفقهاء الحديث. إذا سبب الخلاف يعود إلى ثقة كل فريق بما رواه له شيخه.

يقول الدهلوي : "وأنه إذا اختلفت مذاهب الصحابة والتابعين فالمختار عند كل عالم مذهب أهل بلده وشيوخه".

 

noga_moga

انا كاتبة مقالات سابقة في مجالات عديدة وقد وجدت موقع جامعة المنح الالكتروني وقد اعجبتني فكرته في لم شمل العديد من الاقسام في مكان واحد من اجل تقديم خدمات تعليميه هادفه متميزة لذلك قمت بالمشاركة لتقديم ما استطيع من خدمات تفيد الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى