الكل

قصة قصيرة جدا

 

ضحايا المجتمع

نظر حوله بوهن والأطباء ينظرون إليه نظرة كُلها عطف وحزن ثم مرت أمام عينيه قصة حياته ..لقد كان متفوقا منذ صغره ..كان يعشق العلم الذى يرى فيه الخلاص لاسرته الفقيرة ،  فكثيرا ما يُسعد والدته بأنه سوف يكبر ويحقق لها كل ما هو جميل سوف يصبح طبيباً كما  أرادت  له ..ومرت السنوات وكان من المتفوقين فى دراسته وكبر وكبرت أحلامه ..فلم يحزن عندما دخل كلية الهندسة بل أعتبرها ارادة الله وتخرج من الجامعة وكان من أوائل دفعته ثم توفيت والدته فلم يستسلم للأحزان  وجد القوة بايمانه بالله , يجب أن يعمل فهو  مسئول عن اخوة  وهم أمانة فى عنقه  …والتحق بوظيفة فى تلك المؤسسة ولم يدخر شيئا لنفسه  ورغم ذلك كان سعيداً فوالده العجوز يجد  ثمن الدواء واخوته يدرسون كما يريد  إلا ان ما كان يؤرقه مديره فى العمل الذى يعامله معاملة سيئة رغم مثابرته ورغم عمله الشاق حتى كان ذلك اليوم عندما تأخر فى الطريق فوجد أنه قد خسر عمله بل إن مديره قد أحضر شخص آخر للعمل مكانه ..عندها أدرك سر تعامله معه ,انه يريد العمل لقريبه ذاك !

 لزم بيته أياما والحزن يعتصر قلبه , ترى هل يعلم هذا الشخص انه قد حطم حياة أسرة كاملة ؟ دمعت عيناه ثم قرر عدم الاستسلام سوف يعمل فى  أي عمل وسوف يترك أمر هذه الشهادة التى جعلته يقابل أمثال هذا الرجل ! فنزل إلى الشارع وأصبح يعمل فى كل شيئ حتى صادف  تلك الشلة من الشباب ..كانوا يجلسون كلا  يحكي عن مشكلته فيستمعون الى بعضهم البعض  بعدها لا يعرف كيف تغير  .. بل كيف  ترك الصلاة صلته مع ربه ..بل حتى والده أصبح يتجنب النظر إليه ويوم الحادث خرج مبكرا  كما يفعل كل يوم   و ذهب إليهم وجلسوا  ثم   أرادوا أن يتناسوا أحزانهم فشاركهم كعادته وبعدها لا يعلم ما حدث معه ..قطع تفكيره  أصوات تأتيه  من البعد  وضوضاء عاليه وأظلم  كل شيئ سريعا  ..  و.. أغلق عينيه إلى الأبد.

 

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

نهى محمد الربيع

الاستاذة نهى محمد الربيع حاصلة على ماجستير علوم البيئة طالبة دراسات عليا كاتبة لها ديوان شعر وكاتبة قصة قصيرة الهواية القراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى