أدب وأدباء

جبران خليل جبران

 

جبران خليل جبران

 

في القرن التاسع عشر ومع بداية انتهاء الحكم العثماني في الدول العربية, وزيادة النعرة التركية في الشام أحس العرب بضرورة الفرار من بلادهم لعدة أسباب:

  1.  السعي نحو الحرية؛ إذ كانت الدولة العثمانية رغم كونها دولة الخلافة الاسلامية, وقد اتخذت منحنى خطأ في التعامل مع رعاياها من العرب في الشام تحديدا, وأصبح وجودها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار, بسبب تكالب الدول الاستعمارية الكبرى علي الكيان العثماني؛ ففر عدد كبير من أبناء الشام وأبناء لبنان وسوريا تحديدا نحو العالم الجديد؛ حيث كانت تلوح من ملامح الحرية والأصوات التي تحترم التعددية الفكرية, وهو مالم يكن موجودا في بلاد الشام آنذاك, وعلى ذلك كانت دول الأمريكتين حلما للحرية؛ ففر إليها اللبنانيون والسوريون.

2- الثروة فقد كان العالم آنذاك لا توجد فيه سوى الصحة التي تبطئ في الوصول كثيرا, ولكن لا نهاية للشائعات التي كان بعضها صادقا عن وصول الكثيرين للثروة في هذا العالم الجديد, المليء بالثروات والوظائف, والحريات.

لم يتحقق في الغالب لهذا العدد من المهاجرين الشعراء والأدباء سوى القليل جدا من أحلام الثراء وغيرها سوى إحساسهم العارم بالحرية, هذا الإحساس بالحرية هو الذي انعكس علي كتاباتهم, وتناولهم للمبادئ والقيم العليا, التي لم يجدوا منها سوى الحرية.

 تفاعل هؤلاء القادمون إلى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية مع العالم الجديد في شمال أمريكا وفي جنوبها؛ فتكونت لدى الشماليين آراء وأفكار خاصة تختلف نوعا ما عن أفكار الجنوبيين, وكان لابد لهذا الاختلاف أن ينعكس علي إحساسهم بالأدب, وتناولهم للشعر والنثر؛ فأنشئت في الشمال الرابطة القلمية وفي الجنوب الرابطة الأندلسية.

 الرابطة القلمية كان فيلسوفها ميخائيل نعيمة, وأبرز شعرائها إيليا أبو ماضي ورائدها موضع مقالنا هذا جبران خليل جبران, يقول جبران في إحدى قصائده التي غنتها فيروز المطربة اللبنانية:

سكن الليل وفي ثوب السكون تختبي الأحلامْ      

فتعالي يا ابنة الحقل نزور كرمة العشاقْ

علنا نطفي بذياك العصير حرقة الأشواقْ       

اسمعي البلبل ما بين الحقول يعزف الألحانْ

في فضاء نفخت فيه التلول نسمة الريحانْ

ينتمي جبران خليل جبران إلى مجموعة الأدباء الشموليين؛ أي إنه كان شاعرا ورساما وكاتبا, ولم يكن جبران خليل جبران كإيليا أبي ماضي؛ فإيليا أبو ماضي هاجر إلى الولايات المتحدة شابا في العشرينات من عمره, أما جبران فهاجر صبيا في صحبة عائلته, وحصل على الجنسية الأمريكية.

جبران خليل جبران الذي ولد في 1883 بشمال لبنان توفى في نيويورك كبرى المدن الأمريكية في عام 1931, وهو في الاربعينات من عمره, كانت أسرته تعمل بجد واجتهاد, حتى يقر لهم لهم العيش في الولايات المتحدة, عملت أمه خياطة, وافتتح أخوه بطرس متجرا, ونمت مواهب جبران كثيرا بعد ذهابه الي المدرسة, وتعلمه للفنون, ودراسته المنتظمة للغة الإنجليزية.

أصدر أول أعماله الأجنحة المتكسرة بعد عودته إلى لبنان, وعلاقة حب جمعت بينه وبين حلا الضاهر, وفقد عائلته تدريجيا بعد عودته إلى الولايات المتحدة, ولم يبقَ معه في الحياة سوى أخته ماريانا.

وكان له موقف معادٍ من الدولة العثمانية, ويقول في ذلك:

  • أنا اكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام, ولي رجاء برجوع مجد الإسلام.
  • أنا أجل القرآن, ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين, كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للتحكم برقاب المسيحيين.

هذه كانت مقولات لجبران عن الإسلام والمسلمين.

 

https://www.youtube.com/watch?v=LjsWhUFCumo

جميع الحقوق محفوظة لجامعة المنح للتعليم الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى