أدب وأدباءالكل

…قصة من الماضي …

 العدو !!!

 ساعتها   كنت طالبة ولا اذكر من سنوات الدراسة إلا القليل من الذكريات التي رفضت إن تبارح مخيلتي ….من القصص التي لم استطع نسيانها قصة زميلتنا تلك …كانت فتاة جميلة وكنا جميعنا نتفق على  أنها مختلفة عن الجميع في كل الأشياء ….بعضنا أحبها لصفاتها ومميزاتها تلك وكنت من هذا البعض …وأخريات أصابهن داء الحسد تجاهها ولكن رغم ذلك لم يتطور الأمر إلى شجار …فقد كانت من النوع الذي لا يستطيع أحدا إن يشاجره وألا اتهم بالسوء فالبسمة لا تفارق محياها الصبوح …..وكشأن الفتيات في مرحلة معينه من العمر كانت (م) لها أحلام وتطلعات ….فقد كانت محبه للحياة كنا نجلس ومن باب الدعابة تتخيل كل منا ما سيكون من أمر صديقتها فتتعالى التعليقات معلمة….مهندسة….ست بيت …و…و ….ولكن عندما نلتفت تجاه (م) كنا نتفق جميعا (طبيبة تبهر المرضى بجمالها وطيبتها وزوجها طبيب وعندهم مستوصف خاص بهم إذ…. انه سيكون ثريا ) ……أما ما حدث ..فقد سمعنا إن صديقتنا (م) مريضه بالحمى ولم نعر الأمر اهتماما إذ إننا جميعا أحيانا نتغيب بالمرض يوما ونعاود الحضور للمدرسة في اليوم التالي بل إن بعضنا توقع إن صديقتنا قد  أدعت المرض حتى تتهرب من أستاذة (….) وامتحاناتها الصعبة …..وفى اليوم التالي حضرنا للمدرسة تسبقنا الفرحة كما تعودنا وتتعالى أصواتنا بالضحكات ….و…حدث الأمر سريعا حضرت معلمتنا للفصل و دموعها تتساقط …اندهشنا للأمر وهى التي لم نراها إلا قوية ولم تدم دهشتنا طويلا فقد أخبرتنا من خلال دموعها إن الموت حق وأنه مصير كل إنسان على وجه الأرض….توفيت صديقتنا  (م) ….لم نستوعب ما حدث إلا بعد برهة…تركت جرحاً دامي في داخلنا جميعا …وتركت درسا مفاده إننا ضيوف في هذه الحياة وان هنالك عدو اسمه الموت لا يفرق بين صغير وكبير ..او غنيا أوفقيرا وانه حتما قادم …

لا تنسى الإشتراك في القائمة البريدية لجامعة المنح 

 

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

نهى محمد الربيع

الاستاذة نهى محمد الربيع حاصلة على ماجستير علوم البيئة طالبة دراسات عليا كاتبة لها ديوان شعر وكاتبة قصة قصيرة الهواية القراءة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى