الكل

كاريزما المعلم …… ما أسبابها ؟

كاريزما المعلم هي الشعبية التي يحيا بها بين طلابه، ومقدار الحب والتقدير الذاتي لدوره، والقيم والخدمات التي يبثها في المجتمع، والجهد الذي يبذله من أجل تربية الأجيال الجديدة.
هناك أسباب عديدة تجعل المعلم محبوبا:
– أولا: اضطلاعه بدوره التربوي في بث القيم والأخلاق ورعاية مبدأ القدوة، ولا نقصد التزمت المرذول، بل نعني تلك الروح والمثل الطيبة البسيطة, التي تمكنه من تنشئة أجيال قادرة على تلبية طموحات المجتمع في البناء والتنمية على المستويات كافة.
– ثانيا: إتقانه لتخصصه الأكاديمي؛ حيث يعول الكثير من الطلاب وأولياء الأمور في منطقتنا العربية على إتقان المعلم لتخصصه، في اللغة العربية أو الرياضيات أو العلوم، أو حتى في المواد التي لا تتمتع باهتمام الكثير مثل التربية الرياضية.
– ثالثا: المشاركة الاجتماعية مع الطلاب وأولياء الأمور، وروح التكامل والتضامن الاجتماعي مع الطلاب الأيتام وغير القادرين، ومساعدة الفقراء وذوي الاحتياجات، بمعنى أشمل: قيام المعلم بالدور الاجتماعي المنوط به كإنسان على كل المحاور، هذا يكسبه كاريزما المعلم.
– رابعا: تقديم الخبرة الكافية, والمساعدات الطلابية بعد مرحلة التخرج؛ حيث بإمكان المعلم عقد مبادرات شخصية, وتشاركية مع جهات, ومؤسسات وشركات تمكن من إلحاق تلاميذه بسوق العمل, وإنجاحهم في حياتهم العملية.
– خامسا: الموهبة والثقافة والمعارف الفائضة تجعل المعلم بمثابة موسوعة معارف متنقلة, وهنا يجعله قادرا على تلبية طموحات المحيطين حوله في إثراء الحياة، و إكسابه طبيعة التنوع والفاعلية.
هناك نماذج عملية في المجتمع المصري على كاريزما المعلم، ولكن مغايرة تماما إلى ما نطمح إليه، وتتركز على ميول انحرافية؛ فبعض المعلمين يقيمون علاقات مريبة مع بعض عناصر المجتمع الخارجة على القانون، ويمارسون البلطجة, وضُبطَت حالات كثيرة لممارسة الرذيلة أو التحرش مع الطالبات في مناطق كثيرة، وإن كان القائمون على إصلاح التعليم لا يعولون عليها كثيرًا؛ من باب دفن الرأس في الرمال أو ذر الرماد في العيون، و سيأتي الحديث فيها أيضًا في مقالنا حول تأنيث المدارس.
كاريزما المعلم ترتبط الآن – وهذا هو المهم بشكل كبير أو بشكل أعمق – مع الدروس الخصوصية باعتبارها بديلا للمدرسة كمؤسسة؛ مما جعل العنصر الأكاديمي يطغى على العناصر الأخرى, وأبرزها العنصر التربوي في وضع كاريزما المعلم, هذه الكاريزما جعلت الممارسات الأكثر حقرا وانحرافا في مضمار التعليم هي الطبيعية والمطلوبة والمستساغة في مصر.
وقد نشر نشطاء عبر الفايسبوك مقاطع فيديو لمعلمين يمارسون التلقين والحفظ تحت منظومة الدروس الخصوصية، بعد أن استأجروا صالات أفراح، يعمل بها عشرات الأشخاص, وأضافوا إليها مؤثرات غير تربوية.
كاريزما المعلم في مصر تتخطى القانون والأعراف والمثل والقيم، لتصل إلى ثقافة الـ business, وتجعل التعليم مجرد (سبوبة)، وهذا له أسباب كثيرة، أبرزها الأسباب الاقتصادية والتدني الشديد في أجور المعلمين، والإعلام المضلل، وثقافة (الانحراف) التي تجعل الانحراف هو سببا وجيهًا لـ كاريزما المعلم.





 

إبراهيم الغازي

إبراهيم الغازي مدون وكاتب, ومختص بشؤون التعليم, والعمل الحر عبر الإنترنت, عمل في مجالات التعليم والنشر والمحتوى الرقمي, له مؤلفات عديدة؛ منها: ثلاثة كتب في التراجم, وكتاب في الأدب الساخر, ومجموعة قصصية. يكتب محتوى مواقع الويب حسب السيو, ومحترف في الكتابة الإبداعية والرواية والقصة, وباحث مهتم بشؤون الاقتصاد والتمويل والنشر والتربية والتعليم, والكثير من المجالات التي تتيح له القدرة على تأليف محتوى الإنترنت بغزارة. يقدم خدمات المحتوى العربي عبر مواقع الخدمات المصغرة؛ مثل: خمسات, ومستقل ومواقع أخرى. وعضو فريق الكتابة في "بيكسلز سيو" شركة بيكسلز سيو الخيار الأمثل لكتابة المحتوى الإبداعي في جميع المجالات مع مراعاة الحصرية والموافقة للسيو أطلب خدمتك وميز موقعك ببصمة خاصة بكل جديد ومتنوع في مجال كتابة المحتوى الإبداعي والترجمة. https://pixelsseo.com/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى