لماذا يكثر خريجو التعليم الفني في مصر؟

 

التعليم الفني يشغل بال الكثيرين في دول العالم المتقدم؛ فهم يطورونه باستمرار، ويسعون للارتقاء والحفاظ عليه، وقد يكون هذا مستغربا في منطقتنا العربية؛ لغياب الفهم الصحيح لدور التعليم الفني في التنمية والنهضة.

في الحقيقة يعد التعليم الفني عصب الدولة، والركن الأساسي في إقامة النهضة الصناعية والتجارية والزراعية بشكل شامل؛ إذ تعد اختصاصا هي المسؤولة عن حركة المجتمع، والأموال من وإلى داخل البلد.. بيدك أيها المواطن تقوم بدور كبير إذا وجهت أهمية كبرى وأضفت قيمة أساسية للتعليم الفني، ولكن على عكس ما يحدث في ألمانيا واليابان اللتين تركزان على التعليم الفني والتكنولوجيا التطبيقية, وتعليان من شأن الحرفيين فإن مصر تتعامل مع التعليم الفني باعتباره مستوى متدنيا من التعليم, (على المستوى الشعبي), وتتضاءل قيمة الجامعة العمالية إلى جانب الكليات النظرية؛ مثل: الآداب والتربية، عمليا هذا منتهى التخلف.

ما الأسباب التي أدت إلى تأخر التعليم الفني في مصر؟

التعليم الفني لا يعد في مصر معبرا للجامعة في الغالب، سوى في نطاق ضعيف، كما أن إمكاناته المتاحة للمتعلمين والطلاب لا تؤهلهم لسوق العمل, كما أن المتسربين أو نسبة التسرب في التعليم الفني تفوق مثيلاتها في أدوار وسنوات تعليمية أخرى.

يبقى أن تعلم الدور الحقيقي للتعليم الفني في مصر؟ هو الشهادة التي تمحو عن صاحبها وصمة الأمية والجهل فقط، وقد تضاءلت النظرة المتدنية في المجتمع العربي في مصر وغيرها لخريجي الثانويات الفنية, بعد تصاعد دور رأس المال, وتقلص فرص خريجي الجامعات في الحصول على فرص العمل أو وظائف ميري، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع ثقافة التنوير والاختلاط الطبقي، وهلم جرا، كل ذلك جعل خريجي التعليم الفني يتزوجون من فتيات جامعيات بلا انتقاد حقيقي من المجتمع، في حين يفشل الجامعيون في الحصول على فرص تنقذ هؤلاء الفتيات مما كان يعتبر في الماضي عارًا، أو على الأقل من براثن العنوسة, لكن ما الدور المعتبر للتعليم الفني في العالم؟ التعليم الفني دوره في كلا الدولتين الأكثر اعتمادا على التكنولوجيا التطبيقية والصناعات المتطورة؛ وهما: ألمانيا واليابان تغذية المصانع بالعمالة الماهرة والمدربة والمتعلمة في الوقت ذاته، القادرة على التعامل مع الآلة والتكنولوجيا دون حاجز الأمية.

يعاني التعليم الفني في مصر من الأمراض الآتية:

  • التسرب اليومي والمستمر لعدد كبير من الطلاب من المدارس الفنية، وارتفاع نسبة صعوبات التعلم.
  • بعض طلاب المدارس الفنية يتخرجون فيها، ولا يستطيعون القراءة والكتابة، كيف وصلوا إلى هذه المرحلة سوى باعتماد الغش طريقا ووسيلة؟ بل والغش الفاجر.
  • ضعف إمكانات المدارس الفنية، وعدم توافر الآلات اللازمة لجودة التدريب، كما أن بعض معلمي المدارس الفنية أنفسهم ينقصهم كثير من الخبرة، والإعداد النفسي والتربوي.
  • الثقافة الشعبية التي تنظر للمدارس على أنها مستودع لمنح الشهادات، وليس للتدريب أو تغذية الشركات والمصانع؛ فهل بعد كل ذلك تسأل عن مستقبل التعليم الفني في مصر؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى