التربية والتعليم

كيف يتعلم الطلاب التاريخ في المدارس؟

 

المدارس الحكومية والخاصة في العالم كله من المستحيل أن تبني مناهج دراسية خاصة بالتاريخ غير موجهة بشكل مطلق, هناك عوائق كثيرة أمام الموضوعية في تعلم التاريخ في مدارس العالم كله.

على سبيل المثال – لا الحصر – العالم العربي تتغير فيه مناهج التاريخ بتغير الأنظمة، وهذا التغيير يكون في بعض الأحيان شاملا، ويصعب على الأجيال أن تتواصل مع بعضها نتيجة التناقض في المرجعية التي على أساسها درسوا التاريخ في المدارس.

وصل الأمر في العراق مثلا أن يضع النظام منهجا للتاريخ يتفق مع فكر وأراء وشخصية ومزاج الرئيس صدام حسين – رحمة الله، وهذا ما يعكس نقصًا في نضج العقل، لا نريد أن نخرج عن الموضوع؛ لأنه كان في إطار ظروف تاريخية واجتماعية وسياسية لم تعد موجودة الآن, ولكنه مثال.. مجرد مثال.

لا يوجد مؤرخون يقرون مثلا إجمالا داخل الوطن الواحد بوضع تعريف محدد للثورات أو التظاهرات والاحتجاجات؛ هل هي ثورة أم حركة؟ وهذا الخلط في المناهج والمرجعيات والتحيز لفكر ومزاج الأنظمة جعل الأنظمة نفسها تدفع الثمن؛ فالشعوب ليست غبية، مهما زرعت في عقولها من كذب؛ فسوف تعيد تلقائيا تصدير الكذب إليك على شكل تقارير متناقضة، وعلاقات اجتماعية مضطربة، وتفاعلات سياسية مبتورة؛ فالنشاط السياسي جزء كبير منه يعود إلى طريقة تعلم التاريخ في المدارس، وهو ما يعني أن الانتخابات تكون في أحيان كثيرة مجرد مسلسلات أو مسرحيات هزلية، لا تمت للواقع بصلة، وهذا ساهم في نضج المجتمعات مع تطور وسائل الاتصال وانتشار وسائل الاتصال وانتشار الإعلام الاجتماعي، وفاعليته التي يخشاها الجميع الآن.

الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي زرع رؤى وصفت بالغرابة  فيما بعد أو خلالها، ووضع نظاما ومناهج وصفت بالغرائبية في حينها, ولقيت انتقادات واسعة، صحيح أن حجم الميزانية التي كانت وقتها مؤهلة للبنية التحتية ولكل شيء ضخمة، لكنها أثمرت بالنهاية ما تراه الآن على أرض الواقع، هذا لم يكن على الإطلاق منهجا تعليميا, أو طريقة وطنية ملائمة لتدريس التاريخ أو تعليم السير.

إن الموضوعية في تعلم التاريخ تجعل الطالب أو التلميذ يحترم عقل الإنسان الذي وضع المناهج أمامه، وكذلك ستجده صادقا مع وطنه، إنها تخلق مواطنا صالحا، تنضج جوانب شخصيته بالصدق والحرية في التعامل مع بني وطنه و أعدائه في الوقت نفسه، بمعنى آخر:  اجعل لعدوك عدلك وإنصافك؛ فإذا اعترفت أنت كخبير في وضع التاريخ بعيوب ومرحلة ما مع عدم إغفال المزايا, ستؤهل الخرجين للتعامل مع الواقع دون السقوط في هوة الصدمات النفسية.

التاريخ بحاجة إلى إستراتيجية في تعليمه، لا تنتقص منها ولا تغيرها الصراعات الحزبية أو السياسية أو المذهبية، هل نحن حقا مؤهلون للتعاطي مع التاريخ بأريحية و صدق؟

بعض الأسئلة والأنشطة حشيت بها المناهج قسرا في كل مكان  دون حاجة ماسة ومقبولة تربويا لذلك، وكذلك حذفت أجزاء من المناهج كجزء من سلسلة النفاق التي تدفع ثمنها الدول والشعوب عاجلا أو آجلا.

صدقوني مرة أخرى: الشعوب ليست غبية, وإنما المنافقون هم الأغبياء, صرخة في وجه الوجوه المقنعة والعقول المشوشة: كيف يتعلم الطلاب التاريخ في المدارس؟

 

إبراهيم الغازي

إبراهيم الغازي مدون وكاتب, ومختص بشؤون التعليم, والعمل الحر عبر الإنترنت, عمل في مجالات التعليم والنشر والمحتوى الرقمي, له مؤلفات عديدة؛ منها: ثلاثة كتب في التراجم, وكتاب في الأدب الساخر, ومجموعة قصصية. يكتب محتوى مواقع الويب حسب السيو, ومحترف في الكتابة الإبداعية والرواية والقصة, وباحث مهتم بشؤون الاقتصاد والتمويل والنشر والتربية والتعليم, والكثير من المجالات التي تتيح له القدرة على تأليف محتوى الإنترنت بغزارة. يقدم خدمات المحتوى العربي عبر مواقع الخدمات المصغرة؛ مثل: خمسات, ومستقل ومواقع أخرى. وعضو فريق الكتابة في "بيكسلز سيو" شركة بيكسلز سيو الخيار الأمثل لكتابة المحتوى الإبداعي في جميع المجالات مع مراعاة الحصرية والموافقة للسيو أطلب خدمتك وميز موقعك ببصمة خاصة بكل جديد ومتنوع في مجال كتابة المحتوى الإبداعي والترجمة. https://pixelsseo.com/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى