
الجميع منَّا يسعى وراء الحصول على جسم مثالي، سواء كان رجلًا أو امرأة، ومع التطور التكنولوجي الذي أصبحنا نعيش فيه، وسهولة الحياة من حولنا، أصبحت السمنة من أكثر الأمراض التي يعاني منها الكثيرون؛ بسبب قلة الحركة وكثرة تناول الأطعمة الدَّسمة وغير الصحية، وقد يتوارث بعض الأشخاص مرض السمنة.
وأيًّا كان السبب وراء الإصابة بمرض السمنة يسعى الجميع وراء التخلص منه بمختلف الطرق، وفقدان الكثير من الوزن سواء بمُمارسة الرياضة أو بالحرص على إتباع نظام غذائي سليم.
وقد يجدي مع البعض تلك الطرق التقليدية، في حين أن البعض الآخر لا ينجح في التخلص من السمنة إلا بإجراء عملية قص المعدة بالمنظار.
عملية قص المعدة بالمنظار
تُعتبر عملية قص المعدة بالمنظار من أكثر الطرق التي يعتمد عليها الكثيرون ممن يعانون من السمنة المفرطة، وذلك من أجل الحصول على جسم أقل وزنًا، وعملية قص المعدة بالمنظار من ضمن جراحات الجهاز الهضمي التي تساعد الجسم على امتصاص قدر أقل من الطعام، مع سد شهية المريض لتناول كمية أقل من كمية الطعام المعتادة.
وتُعتبر عملية قص المعدة من العمليات الجراحية المعروفة منذ وقت طويل، وفي هذه العملية يتم التخلص من جزء كبير من المعدة لكي تصبح على شكل أنبوب طويل ورفيع، ويكون الهدف من ذلك هو تقليل كمية الطعام التي يتناولها المريض؛ حتى يمتص الجسم أقل نسبة منه مما يساعد على التخلص من أكبر كمية من الوزن في أسرع وقت.
ولهذا فعملية قص المعدة تعرف أيضًا بعملية تصغير المعدة.
وعملية تكميم المعدة أو قص المعدة أو تصغير المعدة من العمليات الصعبة للغاية، والتي تحتاج من المريض قبل الخضوع للعملية إلى التفكير جيدًا في مجموعة من الأمور، منها مخاطر العملية ونسبة نجاحها، وما الآثار الجانبية لها، لذلك يجب عليه البحث جيدًا عن أفضل الدول التي تجري مثل تلك العملية، وسوف يجد أن تركيا هي الدولة الرائدة في مثل تلك العمليات نظرًا للعديد من المزايا التي تتسم بها، فهي على سبيل المثال تمتلك مجموعة من أفضل مراكز التجميل والتي على رأسها مركز إنترناشونال إستاتيك، والذي يعتمد على أحدث المعدات والأجهزة الطبية في هذا المجال.
كما أنه يمتلك نخبة من الأطباء المتخصصين في جراحة تكميم المعدة والحاصلين على شهادات عالمية.
وفيما يلي سوف نستعرض الخطوات التي تتم فيها عملية التَّكميم.
خطوات عملية تكميم المعدة:
يتم الاعتماد على المنظار بالطبع في عملية التَّكميم، وللمنظار عديد من المميزات في مثل تلك الجراحة، حيث إنه يقلل نسبة حدوث آثار جانبية للمريض بعد الخضوع لعملية تكميم المعدة، كما أنه يساعد على سرعة التئام الجروح التي تسببها العملية.
- يقوم الطبيب بتطبيق المخدر الكلي أو النصفي على المريض.
- يحدث الطبيب 5 فتحات يتراوح قطرها ما بين 1 و2 سم.
- يدخل الطبيب المنظار في تلك الفتحات ليقص الجزء الأكبر من المعدة والذي يصل إلى 80 بالمائة منها.
- يتم تصغير الجزء الذي قام الطبيب بقصه من المعدة بتركيز أشعة الليزر عليه؛ حتى يستطيع إخراجه من الجسم.
- يقوم الطبيب بإدخال أداة من واحدة من الفتحات التي أحدثها، وتقوم تلك الأداة بغلق الجزء المتبقي من المعدة بشيء أشبه بالغرز.
- في عدد من الحالات يضع الطبيب أنبوبًا داخل أي من الفتحات لتتجمع به السوائل.
- يستخدم الطبيب خيوطًا جراحية حتى يغلق ما أحدثه من فتحات.
الأكل المسموح به بعد عملية التَّكميم
يقوم الطبيب بتحديد الأطعمة التي يجب على المريض أن يتناولها بعد التَّكميم، وفي العادة تتمثل تلك الأطعمة في العصائر والسوائل والوجبات الخفيفة.
فحتى بعد عملية التَّكميم بأسبوع أو عشرة أيام لا بد من أن يتناول المريض عصائر وسوائل خفيفة وصافية، وبعد تلك المدة يبدأ المريض في تناول عصائر كاملة وطعام مطحون، ثم يبدأ بعد ذلك في تناول الأطعمة الخفيفة حتى يعود إلى النظام الغذائي المعتاد عليه، ولكن يجب الحرص وعدم تناول أغذية تضر بالمعدة.
وفيما يتعلق بالأكل بعد عملية التَّكميم بشهر فيستطيع المريض أن يعود للحياة العادية مع تطبيق رجيم بعد التَّكميم، والحرص على شرب كثير من الماء وتناول بعض الفيتامينات التي يصفها الطبيب له.
وتعد عملية قص المعدة بالمنظار هي أفضل عمليات التخسيس، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية التي نستعرضها في السطور التالية:
-
قلة نسبة السوائل في الجسم:
- وهذا يتم تعويضه بتناول عصائر وسوائل كثيرة لمدة شهر على الأقل من بعد الخضوع للعملية، مع الحرص على شرب كثير من الماء.
- طرد الجسم لأطعمة معينة: فلن يتحمل الجسم أن يستقبل أطعمة تحتوي على سكر كثير، كما يجب على المريض مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه حتى لا يتسبب في إحداث الضغط على المعدة.
- القيء: بالطبع سوف يعاني المريض من القيء الكثير، وذلك لأن الجهاز الهضمي قد طرأ عليه تغير كبير، لذلك انتبه إلى ما تتناول من طعام.
-
تسرب حامض المعدة:
- من أشهر الآثار الجانبية التي تنتج عن عملية قص المعدة، وهذا يحتم على المريض أن يمكث في المشفى لمدة 24 ساعة بعد العملية حتى يتأكد الطبيب من استقرار الحالة.
-
ارتجاع المريء:
- وهو أن تتسرب عصارة المعدة للمريء نتيجة الإفراز الزائد لها، أو ضعف العضلة التي تفصل المريء عن المعدة.
- العدوى: وذلك نتيجة الجراحة، ولكن نسبة حدوث العدوى هنا قليلة بسبب الاعتماد على المنظار.
وهناك مجموعة من النصائح التي يجب أن يتبعها المريض بعد عملية التَّكميم لتجنب تلك الآثار الجانبية بقدر الإمكان، وهي كالآتي:
- المكوث لمدة 24 ساعة في المشفى بعد إجراء العملية.
- المواظبة على تناول المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب لك حتى لا تحدث عدوى بعد العملية.
- تجنب القيام بتمارين رياضية شاقة أو حركة متهورة لمدة شهر على الأقل من تاريخ إجراء الجراحة.
- المواظبة على تناول الأطعمة التي يكتبها الطبيب لك.
وهناك بعض الأضرار التي تصاحب عملية قص المعدة بالمنظار، ولكنها لا تحدث على المدى القريب، بل على المدى البعيد، ومن ضمن تلك الأضرار الآتي:
- فقدان كثير من الوزن لدرجة الهزال، وذلك لأن الجسم لم يعد متوفرًا به العناصر الغذائية التي يحتاج إليها.
- تليف ما بقي من المعدة.
- تليف المريء بسبب تسرب عصارة المعدة به.
- الأنيميا وفقدان الجسم لأهم العناصر الغذائية به.
لذلك قبل الخضوع لعملية تكميم المعدة يجب على المريض التفكير جيدًا في تلك المضاعفات والأضرار الناتجة عنها، وعدم اللجوء إلى مثل تلك الجراحة إلا بعد فشل بقية الطرق والمحاولات التي لجأ إليها.
ما تكلفة عملية تكميم المعدة أو قص المعدة بالمنظار؟
بالطبع هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على تلك التكلفة، ومن ضمنها الدولة التي يجري فيها المريض العملية، وحالة المركز الطبي أو المستشفى الذي يخضع به المريض لعملية التَّكميم.
وتُعتبر تركيا هي أقل دولة من ناحية التكلفة، وهي أعلى دولة من ناحية الجودة وكفاءة الخدمات، وتبلغ تكلفة عملية قص المعدة بالمنظار في تركيا حوالي 4000 دولار أمريكي، وترتفع هذه التكلفة بكثير في بقية الدول عربية كانت أم أجنبية.